نص الاستشارة:
فضيلة الشيخ بناتي المراهقات مغرمات بحب التسوق والذهاب إلى الأسواق.. كنت ألبي لهن هذه الرغبة بحكم يتمهن وشفقتي عليهن، ولكن الجديد في الأمر أنهن أصبحن يحرصن على الذهاب بمفردهن مع السائق إلى السوق مستغلات حالة الإرهاق والتعب الذي أعاني منه بعد نهاية الدوام... كيف أوقف هذا السلوك؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن مما أغرم به الشباب في هذا الزمان حب الأسواق والذهاب إليها لغرض تارة ولغير حاجة تارات أخرى... ولا يشك أحد في أن الأسواق يحسن التخفف من زيارتها لما يجتاحها من الفتن وألوان المعاصي فلا يحسن الذهاب إليها لغير سبب وجيه وحاجة ماسة.
وأنت أيتها الفاضلة تضيعين الأمانة بالسماح لبناتك بالذهاب إلى هذه الأسواق التي تعج بالفتن وأسباب المعاصي والواجب عليك أن تكوني أكثر حرصا وحيطة لما ينفع بناتك في دينهن ودنياهن.
شغل الأوقات بالنافع من الأمور هو أفضل معين فاحرصي على أن يذاكرن دروسهن في الفترة المسائية ويقمن بحل الواجبات المدرسية وما يتعلق بكل ذلك.
إن كان في الوقت فائض فاحرصي على دمجهن في إحدى دور تحفيظ القرآن الكريم فذلك خير لهن من إضاعة العمر في القيل والقال والتنقل بين الأسواق لغير حاجة.
شجعيهن على طلب العلم النافع ولا تحملك الشفقة على مساعدتهن على الأمور المنكرة مثل السماح بالخروج وتوفير السيارة وبعض المبالغ الزائدة عن الحاجة اليومية.
إن الشباب والفراغ والجده *** مفسدة للمرء أي مفسده
كثير من الأمهات يقعن في خطأ عظيم حين يثقن بالسائق بشكل زائد عن المعتاد، فيهبنه فلذات أكبادهن يروح بهن ويغدو حيث شاء، وهذا التفريط قد حمل كثيرين على عض أصابع الندم حين لا ينفع الندم، والواجب عليك وضع قواعد وأوقات للذهاب إلى السوق ولا بد من صحبتك أو وجود من يوثق بها من الأهل مثل أمك أو إحدى أخواتك.
كما أن الحوار العاقل مع المراهقات والعمل على إقناعهن هو أفضل السبل ولا ننصح بالمنع المطلق وغلق الأبواب ورفع الصوت فإن كل ذلك غير مجد وأثره وقتي ولا فائدة منه، فلابد من إحياء الوازع الديني وجعل الناس يمتنعون عما حرم الله ابتغاء وجه الله.
الصحبة لها أعظم الأثر على الفتيات فانظري في حال صواحبهن وتأكدي من أن هن لا يصحبن بعض الفاسدات وساعديهن على التعرف على الأوساط الجيدة في المجتمع، فالصاحب ساحب.
إذا بلغت الفتاة سن الزواج ووجد من يرغب فيها ممن يرتضى دينه وخلقه فالأفضل أن يبادر بتزويجها فهو خير لها وأستر لعرضها ودينها ولن يكون العفاف معارضا لطلب العلم أو الدراسة متى وجدت الإرادة الصادقة لدى الفتاة.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
المصدر: موقع رسالة المرأة.